عودة لموقع نباتات وزهور الصمان


الفقع أو الكمأة : الطعام الذي نهواه

الفقع هو جمع لكلمة فقعه هكذا يطلقون عليه في بعض مناطق الخليج والجزيرة العربية، وفي منطقة بلاد الشام، يسمونه "الكماه" تحريفا عاميا لاسم "الكمأة" وهو اسمه العربي العتيق، ولمَّا كان بعضٌ من محبيه على قناعة لا تَقْبل جدلا، وهي أنه من فعل الرعد في أرض الصحراء، عقب شتاء ممطر، لهذا يشيع موسمه في نهاية فصل الشتاء، أو بداية فصل الربيع، وعليه فقد تعارفوا على تسميته باسم نبات الرعد.
وربما كانت قلة من الناس، تعرف عنه أنه فطر، ينمو تحت سطح الأرض على أعماق متفاوتة تصل ما بين 2 سم إلى 50 سم ولا تظهر له أجزاء فوق سطح الأرض على الإطلاق، فلا ورق، ولا زهر، ولا جذر له.

تنمو الكمأة في الصحاري أو ربما يحلو له أن ينمو قريبا من جذور الأشجار الضخمة، كشجر البلوط على سبيل المثال وتتكون من مستعمرات قوام كل مجموعة من عشرة إلى عشرين حبة، وشكلها كروي لحمي رخو منتظم، وسطحها أملس أو درني ويختلف لونها من البيج إلى الأسود. يعرف مكان الكمأة إما بتشقق سطح الأرض التي فوقها أو بتطاير الحشرات فوق الموقع. ينمو الفقع أو الكمأة بكثرة في السعودية، وبلاد الشام، ومصر، والعراق، والكويت، والمغرب، وتونس، والجزائر، وأوروبا وخاصة فرنسا وإيطاليا، ألتى تدرب الكلاب والخنازير لمعرفة موقع الكمأة.
وتعرف الكمأة بعدة أسماء، فتعرف في السعودية بالفقع وفي بعض البلاد بشجرة الأرض أو بيضة الأرض أو بيضة البلد أو العسقل أو بيضة النعامة.
ولكن كثرةً من الناس يهوون التهامه ويستطيعون تعاطيه، وينتظرون موسمه بشغف مميز، لا بل إن بعضاً منهم قد يَختزِنُه لأيام لا فقعَ فيها، وقد تفنَّنوا في طهيه وإعداده أشكالا وأصنافا، وكلمة الكمأة تعني الشيء المستتر، وفطر الكمأة ينمو كما عرفنا على هيئة درنات تتجمع كل عشرين منها معا أو ربما ثلاثين، وتكون في حجوم تتفاوت وتختلف، وقد يصغر بعضُها حتى يكونَ في حجم حبَّة البندق، أو يكبُر ليصلَ حجم البرتقالة.

أنواع الكمأة
توجد عدة أنواع من الكمأة مثل الزبيدي ولونه يميل إلى البياض وحجمه كبير قد يصل إلى حجم البرتقالة الكبيرة وأحيانا أكبر من ذلك، والخلاسي ولونه أحمر وهو أصغر من الزبيدي ولكنه في بعض المناطق ألذ وأغلى في القيمة من الزبيدي، والجبي ولونه أسود إلى محمرة وهو صغير جدا، والهوبر ولونه أسود وداخله أبيض وهذا النوع يظهر قبل ظهور الكمأة الأصلية وهو يدل على أن الكمأة ستظهر قريبا، ويعتبر هذا النوع اردأ أنواع الكمأة ونادرا ما يؤكل.
في يومنا هذا يعد الفقعُ طعاماً معروفاً مألوفاً، بل إنه طعامٌ شهيٌّ مرغوب في كثير من بلدان العالم الشرقي، والعالم الغربي معا، إذ نجد أنهم في فرنسا يجمعونه ويفخرون أن فطرَهم من أجود أنواع الفطريات، لهذا فهم يجمعونه ويستهلكونه وقد يصدرون منه، وتقول أرقام الإحصائيات عندهم : إن إنتاجهم من الفقع يتراوح بين مئتي طن وثلاثمئة، كما يشتهر الفرنسيون بجمعه، فقد دربوا لجمعه كلاباً خاصَّةً تتعرف عليه من رائحته المميزة.
إن انتشاره في قارة أوروبا منذ القرن الرابع عشر للميلاد يعزوه بعضهم إلى الأسبان أولاً، في ما يخُصُّ آخر الطليانَ بهذا الفضل، فهم يألفون نوعاً من الفقع أبيض اللون ولكنَّه فقعٌ أدنى قيمة غذائية من سواه. ويجدُر بالذكر كما أشرنا أنَّ الفقعَ منه أنواعٌ شتَّى، إذ منه الأسودُ وهو أفضل أنواعه، ومنه الأحمرُ وهو فقعٌ نادرٌ مرتفعُ الثمن، كما أنَّ منه الأبيض كما أنَّ نوعاً من الفقع قد يكون ساماً لمن يتناوله، بينما هناك نوعٌ آخر منه غيرُ سام، ولكنَّ التفريقَ بين هذا وذاك يُتقنه أصحاب الخبرة في الأمر.

المحتويات الكيميائية
يبدو أن الإنسانَ قد استشعرَ قيمةَ الفقع الغذائية العالية في قديم الزمان، مما لا يتفق مع النظرة العلمية الحديثة التي تعتمد التحاليل المخبرية، وتبين من تحليل الكمأة احتواؤها على البروتين بنسبة 9%، والمواد النشوية والتربة بنسبة 13%، ودهون بنسبة 1%، لهذا فهو ذو مردود حراري متواضع، وأن ثلاثة أرباعه (75%) من الماء، وتحتوي على معادن مشابهة لتلك التي يحتويها جسم الإنسان مثل الفوسفور، والصوديوم، والكالسيوم، والبوتاسيوم، كما تحتوي على فيتامين "ب"، وهي غنية بهذا الفيتامين. كما تحتوي على كمية من النيتروجين بجانب الكربون، والأكسجين، والهيدروجين، وهذا ما يجعل تركيبها شبيها بتركيب اللحم وطعم المطبوخ منها مثل طعم كلى الضأن، أضفْ إلى هذا رائحةَ الفقع المحببةَ وطعمَه الأشهى، مما يغري الكثيرين بالإقبال عليه مهما غلا الثمنُ وارتفع.

في الطب القديم
وقد قال عنه الطب القديم: هي باردة رطبة في الدرجة الثالثة رديئة للمعدة، بطيئة الهضم، وإذا أدمنت أورثت السكتة والفالج ووجع المعدة وعسر البول. والرطبة أقل ضررا من اليابسة ومن أكلها فليسلقها بالماء والملح والزعتر ويأكلها بالزيت والتوابل الحارة لأن جوهرها أرضي غليظ وغذاؤها رديء لكن فيها جوهر مائي لطيف يدل على خفتها، والاكتمال بها نافع من ظلمة البصر والرمد الحار. وقد اعترف فضلاء الأطباء بأن ماءها يجلو العين. ونَذكرُ هنا أنَّ أطباءَ الماضي كانوا ينتصرون للفقع، قناعةً منهم، أنَّه يجلو العينَ ويُقوِّى البصر، بل عزا بعضُهم قوة الجنس إلى الفقع، وهو أمرٌ فيه إغراءٌ لبعض القوم، غير أنَّ التحاليلَ الطبيَّةَ التي أُجرِيت مؤخرا لم تجد في الفقع ميزة طبية، فيها ما يدَّعون أو يزعُمون.

 

Click to see full screen photo أضغط على الصورة لتكبيرها

التشقق في الأرض دليل وجود الفقع.

Click to see full screen photo أضغط على الصورة لتكبيرها

ابدأ بالبحث لعل وعسى.

Click to see full screen photo أضغط على الصورة لتكبيرها

مبروك وجدت الفقع.

Click to see full screen photo أضغط على الصورة لتكبيرها

أو قد يكون الفقع ظاهر على سطح الأرض مثل هذه المصلعة.

الطب الحديث
أجريت دراسة إكلينيكية على مرضى مصابين بالتراخوما في مراحلها المختلفة مستخدمين ماء الكمأة في نصف المرضى والمضادات الحيوية في النصف الآخر وقد تبين أن ماء الكمأة أدى إلى نقص شديد في الخلايا الليمفاوية وندرة في تكوين الألياف بعكس الحالات الأخرى التي استخدمت فيها المضادات الحيوية. وقد استنتج أن ماء الكمأة يمنع حدوث التليف في مرض التراخوما وذلك عن طريق التدخل إلى حد كبير في تكوين الخلايا المكونة للألياف وفي نفس الوقت أدى إلى منع النمو غير الطبيعي للخلايا الطلائية للملتحمة ويزيد من التغذية لهذه الخلايا عن طريق توسيع الشعيرات الدموية بالملحمة. ولما كانت معظم مضاعفات الرمد الحبيبي نتيجة عملية التليف فإن ماء الكمأة يمنع من حدوث مضاعفات التراخوما أو الرمد الحبيبي.

الاستعمالات
هناك استعمالات داخلية وأخرى خارجية.
1 ـ الاستعمالات الداخلية للكمأة:
ـ تستعمل الكمأة لعلاج هشاشة الأظافر وسرعة تكسرها أو تقصفها وتشقق الشفتين واضطراب الرؤية.
ـ تستعمل الكمأة كغذاء جيد حيث تبلغ قيمتها الغذائية أكثر من 20% من وزنها حيث تحتوي على كمية كبيرة من البروتين. ويصنع من الكمأة الحساء الجيد وتزين بها موائد الأكل ويجب أن تطبخ جيدا وأن لا تؤكل نيئة لخطورتها حيث تسبب عسر الهضم. وينصح بعدم أكل الكمأة للمصابين بأمراض في معداتهم أو أمعائهم. كما يجب عدم أكلها من قبل المصابين بالحساسية.
ـ تستعمل الكمأة بعد غسلها جيدا وتجفيفها وسحقها لتقوية الباءة وذلك بعمل فعلي منها بشرط أن تغلى جيدا ولمدة لا تقل عن نصف ساعة.
2 ـ الاستعمالات الخارجية:
ـ لقد ثبت مجازيا أن ماء الكمأة يمنع حدوث التليف في مرض التراخوما وذلك عن طريق التدخل إلى حد كبير في تكوين الخلايا المكونة للألياف، وعليه فإن الكمأة تستعمل في الطب الشعبي وعلى نطاق واسع في علاج التراخوما في مراحلها المختلفة.
تحذير
ـ يجب عدم أكل الكمأة نيئة وعدم شرب البارد عليها إذا أكلت بعد الطبخ لما في ذلك من ضرر على المعدة.
ـ يجب تنظيف الكمأة من التراب الموجود في التشققات الموجودة بها.
ـ يجب منع الكمأة عن المصابين بأعراض التحسس كالشري والحكة وبعض الأمراض الجلدية وعن المصابين بعسر الهضم وآفات المعدة والأمعاء.

وزارة الصحة السعودية : خلو الفقع من اليورانيوم والمواد السامة
أكدت وزارة الصحة خلو الفقع من اليورانيوم المشع واليورانيوم المستنفد ومن مادة الزرنيخ السامة والسيانيد ومن البكتيريا المعدية.
وقال مدير عام التخطيط والمشرف العام على الإعلام الصحي والنشر بوزارة الصحة صالح بن محمد القاضي انه لا خطورة من تناول الفقع. ذاكراً أنه تم عرض ما نشر على الجهات المعنية ذات الاختصاص وتبين عدم خطورته حيث قال: انه تم عرض ما نشر على المشرف العام على التغذية وأفاد بأن الفقع "الكمأة" فطر ينمو بالصحراء بعد نزول الأمطار بدون تدخل من الإنسان وهو على شكل درنات أرضية تحتوي على نسبة عالية من البروتين في المتوسط (20%) أما الدهون فتمثل (3%) والنشويات والسكريات (13%) والألياف (10%) كما أنه يحتوي على العديد من العناصر المعدنية أعلاها نسبة البوتاسيوم وهذه المعادن هي (الكالسيوم الماغنسيوم الفوسفور الصوديوم البوتاسيوم الحديد المنغنيز النحاس الزنك) ويعتبر الفقع مقويا عاما ويجب غسله جيداً لإزالة العوالق الترابية وتقشيره ثم إنضاجه جيداً حتى لا يسبب عسر هضم.
وقال: أما بخصوص اليورانيوم المنضب Depleted Uranium: فهو عنصر معدني مشع غالبه من اليورانيوم (238) ويكون نصف عمره الزمني مئات الآلاف من السنين وتأتي خطورته عندما يلوث التربة والمياه الجوفية فيلوث النباتات ويتأثر الإنسان تبعاً لذلك ويؤدي إلى حدوث سرطان الدم وغيره من السرطانات.. كما أنه يؤدي إلى تلف بأعضاء الكلى.

وفيما يخص ما نشر في المقال من تأثر الفقع باليورانيوم فقد خاطبنا معهد الطاقة الذرية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية فأفاد المعهد بأنه قام بتحليل عينات من الفقع ولم تظهر نتائج تحليل هذه العينات أي وجود لليورانيوم المستنفد فيها وبأنهم قاموا بتحليل عينات من الفقع جمعت من حفر الباطن والمناطق المشتبه وجود الاشعاع بها وثبت خلوها.. وقد أضاف ان المعلومات غير الكافية عن اليورانيوم لدى العامة هي ما يزيد من هذه الاشاعة حيث يمكن ان يحدث التشبع بالأشعة فقط إذا جاءت قطعة اليورانيوم على مكان الفقع أو لامس الشخص اليورانيوم ولامس الأكل أو وضعت قطعة اليورانيوم بالماء وشربها الشخص.. هذه الأمور هي التي تعرض الإنسان لليورانيوم.

وقال في رد مماثل حول نفس الموضوع بعنوان "التخصصي يثبت خلو الفقع من اليورانيوم المنضب".. حيث جمعت عينات فقع من حفر الباطن وكذلك عينة من مناطق أخرى مثل النعيرية وكذلك جمعت عينات من البطاطس والجزر وماء زمزم وبطاطس من الجوف وجزر من منطقة الرياض والخرج وكذلك عينات من الفقع المجفف والمحفوظ بالفريزر ابتداء من سنة 1410 هـ وبتحليل هذه العينات بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في قسم المختبرات الطبية بالأجهزة الحديثة والمتطورة والتي وصلت حديثاً لقسم السموم وتحليل الأدوية والأعشاب وجد خلو هذه العينات من اليورانيوم المشع واليورانيوم المستنفد وكذلك خلو الفقع من مادة الزرنيخ السامة والسيانيد وكذلك خلو الفقع من البكتيريا المعدية

مقالة مجمعة من مقالات من البوابة ومن جريدة الرياض وجريدة الجزيرة.


  أهم قاعدة في الطلعات البرية : لا تأخذ أي شئ إلا الصور، لا تترك أي شئ إلا الذكريات، لا تقتل أي شئ إلا الوقت وفي تقوى الله وأهتم بنظافة وسلامة البيئة