A t h a g a f y
 is presented fully in Arabic and is best experienced using Internet Explorer

شخصية إسلامية حق علينا الإشادة بها

حتى لا ننسى هؤلاء العظماء ونبقي ذكرهم شامخ ، أفردنا هذا الباب لهم ، نهديه إلى قادة الأمة وكافة أفرادها وخاصة شبابها

نقتطف من مواقع الشبكة أو الكتب ، تاريخهم وقصة حياتهم

الأرشيف أو ما نشر من هذه السلسلة

نبيل علي : المجدد المعلوماتي العربي

 

نشرت في جريدة اليوم السعودية ولقراءة إحدى مقالاته المنشورة الإنترنت ونقل المعرفة في الوطن العربي

العالم والمهندس اللغوي الحاسوبي المصري الدكتور نبيل علي من أعظم المبدعين العرب الذين يجب الإشادة بهم ونشر أفكارهم، وفي بيئتنا العربية وللأسف الشديد ننتظر من المبدعين أن يموتوا حتى نتعرف على إبداعاتهم .. وقليلا ما نكتشف هؤلاء المبدعين وهم على ظهر الأرض لنتمكن من التعرف عليهم وتبادل المعارف معهم وهم أحياء.

الدكتور نبيل علي مثال على تعدد التخصصات والإبداعات في أكثر من مجال ، فقد حصل على بكالوريوس في هندسة الطيران عام 1960 ، ثم حصل على شهادة الدكتوراة في نفس المجال عام 1971 م ، وعمل ضابطا في القوات الجوية المصرية فترة من الزمن وانتقل إلى ميدان المعلومات عام 1971 م ، حتى عين مديرا للحاسب الآلي في شركة مصر للطيران ثم اشتغل واشرف على مشروع ( صخر) للكمبيوتر حتى عين نائبا لرئيس مجلس الإدارة في إدارة شركة صخر للبحوث والتطوير ، وعمل محاضرا بكلية المهندسين بجامعة القاهرة والجامعة الأمريكية في القاهرة.

للدكتور نبيل علي العديد من الانجازات والدراسات الإبداعية والمتميزة في مجال هندسة اللغة واللسانيات واللغويات الحاسوبية وركز على استخدام اللغة العربية في مجال الكمبيوتر، وأثبت بالدراسة والممارسة إمكانية التعامل الفعال والسريع للغة العربية بالبرمجيات على خلاف ما يشيعه الكثير من المنهزمين بأن اللغة العربية يصعب تعامل الكمبيوتر معها، وقدم العديد من برامج الكمبيوتر الهامة باللغة العربية الهامة ، ومنها برامج القرآن الكريم وبرنامج الصرف الآلي للغة العربية وبرنامج الإعراب الآلي للغة العربية وبرنامج التشكيل الآلي للغة العربية وبرنامج القاموس عربي/انجليزي .. ويقوم حاليا ببحوث معمقة في مجال ثقافة المعلومات والذكاء الاصطناعي وتطبيقاته على اللغة العربية.

أمد المكتبة العربية بأفضل الكتب القائمة على دراسات متطورة ورصينة يقضي فيها السنوات وقد نشرت أكثر كتبه عبر سلسلة عالم المعرفة ومن هذه الكتب ( اللغة العربية والحاسوب) ، (العرب وعصر المعلومات)، ( الثقافة العربية وعصر المعلومات) ، ( الفجوة الرقمية )..

هذا الرجل يفضل العمل الهادئ والعلمي ويرفض الكثير من العروض للظهور في وسائل الإعلام مع انه أفضل من يكتب ويناقش ويحلل للكثير من القضايا والمشاكل العربية، بل إنني أعده من أفضل المفكرين العرب على الإطلاق، لأن تفكيره يمزج بين الحماسة للغة والدين ممزوجا بوعي ثقافي وسياسي ويمزجه بتفكير علمي رصين .. ولو كانت هناك جائزة عربية مثل نوبل لاقترحت أن يكون أول من ينالها.

فهم الواقع العربي جيدا وشخصه ، وبين كيف يمكن لنا أن ننهض، وصاغ نظرياته وأفكاره في شكل معلوماتي بمهارة عالية يستنهض فيه حكامنا ومثقفينا وشعوبنا للاستفادة من الخصوصية التي خصنا الله بها بهذا الدين ، وهذه اللغة وهذا التراث الممتد عبر التاريخ مع عرض للواقع الاجتماعي والثقافي وكيفية القيام بمشروعات عربية شاملة يستفيد منها الجميع ولا تضر أحدا، ثم انه أتقن فن الاقتباس والاستفادة من تجارب الآخرين دون الوقوع في مساوئ التقليد الأعمى ، ومراعاة لخصوصيات المجتمعات العربية وهو بذلك يقدم منهجا علمياً للتعامل مع العلوم والتكنولوجيا الحديثة واستخدامها في النهضة الشاملة.

نبه إلى خطورة الانغلاق في التخصص العلمي والفني والهندسي ، وما يعتقده الكثير خطأً أن المعلومات هي صنعة الفنيين حيث يحصرون أنفسهم في الجوانب الفنية الدقيقة دون وعي منهم بعلاقاتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وهو يدعو دائماً إلى ضرورة استنهاض الهمم لسد الفجوات الحضارية بيننا وبين التقدم العالمي المعلوماتي بعد أن تأكدنا وعرفنا بعض جوانب هذه التكنولوجيا في حل بعض مشاكلنا التي لا تحصى ، وما تحققه لتطوير اقتصادنا وإعلامنا وتعليمنا وثقافتنا ، وبغياب هذه التكنولوجيا سوف ننزل إلى مستنقع التخلف السحيق وفخ الضحالة والضياع في عالم التشتت.

يذكر دائماً أن تكنولوجيا المعلومات ثمرة لتلاقي العديد من العلوم مثل تكنولوجيا الكمبيوتر ونظم الاتصالات وهندسة التحكم التلقائي حتى أصبحت تلعب عاملا حاسما في تحديد مستقبل هذا العالم وتدخلت في كل شيء ليكون الكترونيا ( المنزل، المصنع، الكتاب، المقهى، الطرق، المراقبة، الفلوس) ، وأن عصر المعلومات هو عصر العلم المؤسسي الضخم والنجاح فيه رهن بحسن الاستغلال للموارد خاصة البشرية منها، وأن المعرفة قوة بل هي أهم مصادر هذه القوة بسبب ما فعلته في تضييق الهوة بين الواقع والخيال ولقد دمرت أسلحة العزلة والجهل المفروضين بالقوة ، وقد تكون وسيلة فاعلة للتخلص من الطغيان وإشاعة العدل والنظام، والمعرفة سلعة معلوماتية لا غنى عنها ، وهي من أهم مجالات التنافس العالمي وسوف تدخل الدول الكبرى في صراعات مع بعضها بسبب هذه المعلومات كما حاربت هذه الدول لاحتلال المستعمرات.

وأضاف إن المعلومات سوف تستخدم للحصول على المواد الخام والعمالة الرخيصة، وأن تكنولوجيا المعلومات وسيلة لحرب المخططات والأعمال السرية والقدرات الكامنة والأفكار الإبداعية وتحويل الفكر إلى واقع ملموس من نظم ومعدات وسلع وخدمات حتى أصبحت كالماء والهواء في أهميتها، والمعلومات هي حصيلة تراكم النشاط البشري على مر التاريخ ومن حق الجميع الاستفادة منها، وأن عصر المعلومات ما هو إلا مرحلة جديدة من مراحل الصراع العالمي لأنها وسيلة العالم للسيطرة على الظواهر المعقدة وحل المشاكل، والعالم بأسره يتعرض للتغيير تدريجيا بسببها، وزادت تكنولوجيا المعلومات من هذا التغيير في شتى المجالات وأدت إلى صعوبة التنبؤ بسبب ما تحدثه من شبكات وعلاقات، وأن تكنولوجيا المعلومات لم تصل إلى النضج ، وسوف تحدث تغيرات اجتماعية كبرى والكثير من مستقبلها مجهول لان الكثير من ممارسيها وخبرائها يعملون تحت سياج منيع من السرية الشديدة التي فرضتها حدة المنافسة التجارية على مشارف المجهول..
 

حقوق النشر مفتوحة 1421 هـ 2000 م