A t h a g a f y
 is presented fully in Arabic and is best experienced using Internet Explorer

شخصية إسلامية حق علينا الإشادة بها

حتى لا ننسى هؤلاء العظماء ونبقي ذكرهم شامخ ، أفردنا هذا الباب لهم ، نهديه إلى قادة الأمة وكافة أفرادها وخاصة شبابها

نقتطف من مواقع الشبكة أو الكتب ، تاريخهم وقصة حياتهم

الأرشيف أو ما نشر من هذه السلسلة

الشيخ رائد صلاح ((شيخ الأقصى))

بتصرف من فلسطين المسلمة
 

 

المولد والنشأة

ولد الشيخ رائد صلاح عام 1958 في مدينة أم الفحم، ودرس المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس مدينة أم الفحم، ثم أكمل تعليمه الجامعي في كلية الشريعة بمدينة الخليل.
وبعد أن تخرج من كلية الشريعة أُدخل السجن بتهمة الارتباط مع منظمة محظورة وهي (أسرة الجهاد) وكان ذلك عام 1981، ثم بعد الخروج من السجن فُرضت عليه الإقامة الجبرية لفترة طويلة، ثم رفضت وزارة المعارف الإسرائيلية طلبه للالتحاق في سلك التعليم كمعلم في مدارس أم الفحم.
وفي عام 1985 تزوج الشيخ رائد صلاح، وفي عام 1986عمل محرراً في مجلة الصراط الشهرية الإسلامية حتى نهاية عام 1988، بعدها تفرغ في مطلع عام 1989 لخوض انتخابات رئاسة بلدية أم الفحم عن الحركة الإسلامية، ونجح في تلك الانتخابات بنسبة تزيد على 70% وأصبح رئيساً للبلدية وهو ابن 31 عاماً, ثم خاض الانتخابات للمرة الثانية عام 1993 ونجح بنسبة تزيد على 70% أيضاً، ثم خاض الانتخابات للمرة الثالثة عام 1997 ونجح بنسبة تزيد على 70% للمرة الثالثة، وفي عام 2001 قدّم استقالته ليفسح المجال لغيره من قادة الحركة الإسلامية.

رحلة عطاء

وفي رحلة العطاء شغل الشيخ صلاح منصب نائب رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية ونائب رئيس لجنة المتابعة العليا للمواطنين العرب منذ انتخابه لرئاسة بلدية أم الفحم حتى استقالته.
وفي عام 1998 قاد أحداث الروحة التي اجتاحت خلالها قوات الشرطة الإسرائيلية مدينة أم الفحم وأصابت بنيرانها وبالغاز المدمع قرابة 600 مواطن, ونجح مع لجنة الروحة الشعبية أن يحرروا غالبية أراضي الروحة. وفي نفس العام أعلن مشروع المجتمع العصامي الذي يهدف إلى بناء الذات لفلسطينيي الداخل.

وفي عام 2000 تعرض لمحاولة اغتيال في الأيام الأولى من انتفاضة الأقصى وأصيب بعيار ناري في رأسه من قبل القوات الإسرائيلية. ثم وجهت له ((لجنة أور)) المشكّلة في أعقاب استشهاد 13 مواطناً عربياً في الداخل خلال انتفاضة الأقصى إنذاراً واعتبرته أحد المسببين للمسيرات ورأت الجماهير العربية بذلك محاولة لإزاحة التهمة عن المجرم إيهود باراك رئيس وزراء العدو آنذاك وقيادات الأمن الصهيوني وإلصاقها بالضحية.
وللأدب نصيب من الشيخ رائد الذي ينظم الشعر منذ أكثر من عشرين عاماً, ويتمتع بحس فني مرهف ويمارس هواية الرسم.

شيخ الأقصى

نال الشيخ لقب ((شيخ الأقصى)) حيث جعله همّه الأول, وعلى رأس سلم أولوياته وكان من المبادرين الرئيسيين لإعمار التسوية الشرقية ((المصلى المرواني)) والأقصى القديم وكثير من مشاريع الإعمار في المسجد الأقصى من خلال دوره كرئيس لمؤسسة الأقصى وبالتعاون مع هيئة الأوقاف ولجنة الإعمار في القدس.

خلال السنوات الأخيرة اشتدت الحملة الرسمية وغير الرسمية على الشيخ رائد صلاح من قبل أذرع المؤسسة الإسرائيلية والإعلام العبري وراحوا يرجمونه بالإرهاب وتهديد أمن الدولة, وبسبب ذلك تعرض للتحقيق البوليسي ومنع من السفر خارج البلاد ودخول المدارس الثانوية ثم الجامعات لإلقاء محاضرات. وظلت حملة التحريض تشتد عليه حتى تاريخ 13/5/2003 حيث تعرض للاعتقال ليلاً وكان في تلك الليلة يجلس قرب سرير والده المريض في المستشفى، ولا زال رهن الاعتقال.

وعن أهم المراحل التي أثرت في حياته

يقول صلاح: كانت المحطة الأولى خلال دراستي في الثانوية حيث كانت قد هبّت على الطلاب ريح إلحاد عمياء، فحزنت حزناً شديداً لأنني لم أكن أملك الثقافة الإسلامية حتى أواجهها، فاضطررت أن أبحث عن بعض الكتب.

وأضاف: عشت المحطة الثانية التي وقفت فيها على حقيقة هويتي الإسلامية وأبعادها وذلك منذ مطلع عام 1976 حيث بدأت أتعلم في كلية الشريعة بمدينة الخليل!! هناك بدأت أقرأ بنهم كتب أساتذة الصحوة الإسلامية ومفكريها.

وعن أسباب اعتقاله مع عدد من قادة الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر يقول صلاح: في تصوري ووفق اقتناعي فإن كل ما قمت به هو بعض الدوافع الأساسية التي دعت المؤسسة الإسرائيلية إلى التعجيل باعتقالنا، فإن المؤسسة الإسرائيلية تطمع لنفسها أن تنفرد بالمسجد الأقصى لتفعل به ما تشاء، والحركة الإسلامية هي العقبة دون ذلك، وأن المؤسسة الإسرائيلية كانت ولا زالت تريد لنا أن نحيا (ردّاحين) فقط بمعنى أن نحسن البكاء على تعاسة واقعنا فقط.

ويضيف: المؤسسة الإسرائيلية طمعت في اجتثاثنا عن أصلنا الثابت الإسلامي والعربي فجاءت الحركة الإسلامية تؤكد ضرورة التواصل مع العالم الإسلامي والعربي.

يذكر أن السلطات الإسرائيلية اعتقلت مع الشيخ رائد صلاح أربعة من قيادات الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة عام 1948 هم: الدكتور سليمان أحمد إغبارية، ناصر خالد، توفيق عبد اللطيف، ومحمود أبو سمرة.

***********************************

العربى حاورت زعيم الحركة الإسلامية فى فلسطين المحتلة
 

إلتقيناه فى آم الفحم، يطلق عليه لقب شيخ الآقصي، نذر حياته للدفاع عن أولى القبلتين.

سألناه فى البداية عن قصة الحفريات فقال:

بدأت الحفريات الاسرائيلية منذ عام 1967 مباشرة وكان بعض منها مكشوفاً غير ان معظمها كان سرياً حتى يومنا هذا وأقصد بذلك أنه بعد نهاية حرب الستة ايام بفترة وجيزة قامت المؤسسة الاسرائيلية بهدم حارة فلسطينية كاملة كانت لصيقة بحائط المسجد الاقصى الغربى ويطلق عليها اسم حارة المغاربة

ويؤكد الشيخ بناءً على رواية شهود أحياء: لقد هدمت اسرائيل تلك الحارة فوق اصحابها وقتلتهم أحياء تحت أنقاضها كخطوة أولى لازالة كل البيوت فى الجهة الغربية من المسجد لتوفير ساحة فارغة لاستخدامها لتجمعات اليهود يطلقون عليها ساحة حائط المبكي،

ثم بدأت الحفريات حول حرم المسجد الاقصى المبارك تحديداً من الجهة الجنوبية وفى جانب من الجهتين الشرقية والغربية بالاضافة الى الحفريات التى بدأت تحت الارض ارض المسجد الاقصي

ويضيف الشيخ رائد: لقد اسفرت عمليات الحفر الاسرائيلية من حول المسجد الاقصى عن ازالة مقبرة اسلامية تاريخية بالكامل كانت تقع بالزاوية الجنوبية الغربية للاقصى كما أزيلت مساحات شاسعة من المقبرة الاسلامية التاريخية المعروفة باسم مقبرة الرحمة التى تقع فى الجهة الشرقية للمسجد الاقصي،

وخلال اعمال الحفر الاولى صدم طاقم الاثار الاسرائيلى باكتشافهم بقايا قصور اموية تقع عند الحائط الجنوبى للاقصى

ويقول الشيخ: لقد علمت بمحاولة الاسرائيليين اليائسة إزالة تلك القصور بيد أن حجم القصور المكتشفة كبير وبلغت تلك الاكتشافات مؤسسات الاثار والتاريخ المحلية والعالمية ولعل ابرزها اليونسكو الامر الذى حال دون تنفيذ جريمة ازالتها لتبقى شاهداً حيا وقوياً على اسلامية المسجد الاقصى وما يحيط به،

وهنا أكد لنا فضيلة الشيخ ان فريق الاثار الاسرائيلى الاول الذى قاده فى البداية رجل يدعى دافيد بن مزار ثم خلفه رجل يسمى مئير بن دوف اعترفا بعد سنوات من عمليات الحفر والتنبيش بانهما لم يجدا أى اثر مهما تفه ولو بحجم كأس صغيرة تشير إلى اثار عبرية قديمة

وفوق ذلك كله تواصلت عمليات الحفر بل اصروا على حفر انفاق جديدة لاختراق حرم المسجد الاقصى من اكثر من جهة واحدة فقد بدأ الاسرائيليون بحفر نفق من الجهة الجنوبية الى داخل الاقصى

ولحسن الحظ فقد اكتشفت الامر دائرة الاوقاف ولجنة اعمار المقدسات الاسلامية واغلقوا النفق بالاسمنت ثم قام اليهود بمنتهى الصفاقة والخسة بعملية حفر جديدة من الجهة الغربية ووصلوا الى بئر قايتباى وهى موجودة فى داخل المسجد الاقصى وقريبة من قبة الصخرة المشرفة واكتشف امرها هى الاخرى واغلقت بالاسمنت.

ولم يتوقف هؤلاء عن الحفريات فقد قاموا فى العام 1996 بافتتاح النفق وأسموه باسم كاذب نفق الحشمنوئيم الذى اندلعت على اثره انتفاضة النفق واستشهد فيها العشرات من ابناء شعبنا

ويضيف الشيخ: وما لبثوا ان انتهوا من بناء النفق حتى تم اكتشاف حفريات اخرى للاسرائيليين فى الزاوية الجنوبية الغربية للمسجد الاقصى ولا تزال تلك الحفريات مستمرة حتى الان ويؤكد الشيخ بألم وأسى شديدين ان الحفريات دخلت فى مراحل خطيرة جداً حيث ان قسماً منها يتم تحت حرم الاقصى مباشرة باعماق مختلفة وباتجاهات متعددة فثمة حفريات تتم الان تحت حفريات اولى وبعض منها حولوها الى استعمالات مختلفة فقد اقاموا كنيساً يهودياً تحت حرم الاقصى مكونا من طابقين وقد افتتحه موشيه كتساف واقاموا بعد ذلك ما اسموه مبنى قافلة الاجيال الواقع تحت حرم الاقصى المبارك وهو مكون من ستة اقسام اجتهدت المؤسسة الاسرائيلية فى وضع تاريخ الشعب اليهودى فيها من اول مراحله وصولاً الى يومنا هذا

ويقول الشيخ: ما اؤكده الان ان الاسرائيليين يسعون فى هذه المرحلة للشروع بحفريات تربط حفرياتهم الحالية مع حى السلوان المقدسى وعلى وجه التحديد عين سلوان، وقد عبر الشيخ صلاح عن صدمته عندما قرأ فى بعض الصحف العبرية وجود مشروع حفريات تحت الارض قرب الحفريات القائمة تحت المسجد الاقصى مع بعض مبانى المؤسسات الحكومية الاسرائيلية المهمة.

وأشار الشيخ الى أن موقف المؤسسة الاسرائيلية بات مكشوفاً ولم يعد سراً تجاه المسجد الاقصي، فهى التى قالت ذات يوم على لسان بن جوريون لا قيمة لاسرائيل بدون القدس ولا قيمة للقدس بدون الهيكل!!

بمعنى انهم يؤمنون بضرورة بناء هيكلهم المزعوم لتتويج مشروعهم الصهيوني، وقد يسأل سائل لماذا لم يتم بناؤه حتى الان مع أنهم يملكون القدرة المادية والعسكرية والمهنية؟

يجيب الشيخ: لانهم لا يريدون بناء هيكلهم فى أى أرض، لذلك فهم ينتظرون الفرصة المواتية حتى يحققوا حلمهم البائس على حساب المسجد الاقصى المبارك، وقبل أيام قليلة نشرت إحدى الصحف العبرية مقالاً حول اطماعهم فى المسجد الاقصى وتحدث المقال بصراحة عن مخطط لاقامة معبد لهم فى داخل حرم المسجد الاقصى المبارك فى الجهة الشرقية الجنوبية ومن دعاة هذا المخطط الفعليين رئيس الدولة الحالى الذى دعا بصراحة بعد توليه منصب رئاسة الدولة إلى تقسيم المسجد الاقصى بين المسلمين واليهود كما تم تقسيم المسجد الابراهيمى فى الخليل

ويضيف: من قراءة الحال التى جمعتها وتابعتها فان شارون قد حصل على موافقة امريكية بغرض تقسيم المسجد الاقصى غير ان موته السريرى حال دون تنفيذ ذلك المخطط وما تجدر الاشارة إليه باهتمام ان المخططات والمشاريع الاسرائيلية غير مرتبطة بشخصية واحدة وانما بمؤسسة وبطرح كامل وعلى كل مسلم ان يدرك أنى لا حدود للاطماع الاسرائيلية ومن الخطأ القول والظن بان الاقصى فى خطر بسبب انتهاكات بعض المتطرفين الصهاينة بل الخطر بسبب احتلال الاقصى والممارسات الخطرة بكل ما تحمل كلمة احتلال من مفاهيم ومعان...

العربي: ما دور مؤسسة الاقصي؟ وكيف تتلقى الدعم؟ وكيف تتفاعل الدول العربية والاسلامية مع عمليات الحفر؟

فضيلة الشيخ: انشئت مؤسسة الاقصى فى مطلع التسعينيات لصيانة واحياء اوقافنا ومؤسساتنا الاسلامية بصفة إجمالية وإعمار وحماية المسجد الاقصى بصفة خاصة ومن أجل الاجتهاد حفاظاً على هوية القدس فى بعديها العربى والاسلامى الفلسطينى لا سيما وهى تعيش مؤامرة تهويدها ليل نهار منذ 67 حتى الان كما اسلفت سابقاً

وبالاضافة لمؤسسة الاقصى أقمنا المجلس الاعلى للدعوة وللاغاثة وأصبح عضواً فى المجلس الاسلامى العالمى للدعوة وللاغاثة وهذا المجلس يهدف إلى رعاية عشرات المؤسسات الاهلية القطرية التى ترعاها الحركة الاسلامية فى الداخل الفلسطينى بكل اقاليمه مثل العيادات والمستشفيات ورياض الاطفال والمدارس والكليات وغيرها،

اما عن الدعم فقد اجتهدنا فى السنوات الماضية ان تقوم مشاريعنا على مجهوداتنا الذاتية وفى نفس الوقت ان نتواصل مع بعض المؤسسات الخيرة من الحاضر الاسلامى والعربى ونجحنا فى بناء هذا الوصال وكان له مردود ايجابى ولكن لسوء حظنا فالامر لم يرق للمؤسسة الاسرائيلية فسارعت لاعتقال مجموعة من أبناء الحركة الاسلامية وحاولت قطع الطريق علينا والغاء هذا التواصل بذريعة قبيحة جداً اذ ادعت المؤسسة الاسرائيلية ان كل جهة تواصلت معنا غير قانونية وعلى اعتبارهم هذا تم اعتقالنا وتم اغلاق طرق التواصل وبهذا تريد المؤسسة الاسرائيلية ان تبقى علينا سياسة الظلم التاريخى والاضطهاد الدينى والقومى من جهة وتحاول ان تحرمنا من حقنا الطبيعى فى التواصل مع حاضرنا الاسلامى والعربى من جهة اخري، فنحن نسعى لبناء حياتنا وتوفير متطلبات مجتمعنا التى تتجاهلها المؤسسة الاسرائيلية عمداً وفى احيان كثيرة تلغيها

وفى هذه النقطة يضيف الشيخ: لقد عشنا تجربة ومحنة لا يحبها فى الدنيا احد لكن لن يستطيع احد اضعاف اصرارنا للتواصل مع حاضرنا الاسلامى والعربى على أساس شفاف وواضح من خلال دعم مالى مكشوف من خلال البنوك وارقام حسابات علنية ولدينا مؤسسات قانونية لترعى ذلك الدعم، ولا اقول سراً بعد ان خرجنا من محنة الاعتقال اننا واصلنا سعينا من جديد لاحياء هذا التواصل الذى هدمته المؤسسة الاسرائيلية فى مرحلة ما عن سبق اصرار واننا لن نستسلم وستسود ارادتنا فوق نوايا تلك المؤسسة باذن الله..

اما بالنسبة للتعامل الرسمى العربى والاسلامى مع المؤسسة يقول الشيخ بأسى شديد: أتمنى على الدول العربية والاسلامية ألا تتعامل مع المسجد الاقصى كقضية إنسانية تحتاج لبعض المال بل كقضية تحمل البعد العربى والاسلامى والتاريخى ويجب ان تكون لهذا البعد علاقة خاصة وحميمة مع الحاضر العربى والاسلامى على السواء وبامكان كثير من الدول العربية والاسلامية ان تنشط دورها الدبلوماسى وضغوطاتها ولو فعلت ذلك لتمكنت من لجم التصرفات الاسرائيلية ومخططاتها، فالقدس تهود يوميا لذا لا بد من اقامة صندوق اسلامى عربى لانقاذ القدس بيوتاً وأرضاً ومظاهر حياة كاملة..

العربي: على ذكر الاعتقال الذى تعرضت اليه، هل لا تزال ملاحقاً من قبل السلطات الاسرائيلية؟ وحدثنا عن تصرفات القضاة داخل المحكمة التى دللت على محاكمتها للقيم الاسلامية ذاتها وليس شخص الشيخ رائد صلاح؟

فضيلة الشيخ: حتى الان لا ازال ممنوعاً من السفر خارج البلاد ولست أدرى ماذا ينتظرنى فى الايام القادمة ولا أزال انا واخوانى فى الحركة الاسلامية نشعر باننا مستهدفون فالتحقيقات متواصلة مع أبناء الحركة الاسلامية وتعقبهم أثناء سفرهم فى الخارج لا يزال فعالاً وثمة رسائل تهديد مبطنة إلينا، وهذا التضييق لا يزال يحيط بنا ونحن لا نذكره خوفاً وانما نذكره وصفا للواقع الذى نعيشه ونحن نصر على مواجهة هذا الواقع الظالم والوقوف فى وجهه والاصرار على بناء حاضرنا ومستقبلنا دون تعثر خصوصاً اذا ما عرفنا ان مشاهد الظلم الاسرائيلى التى تقع على بعض قطاعات مجتمعنا هى بطبيعة الحال تصيبنا مباشرة، فمواصلة مصادرة أرضنا فى النقب أو فى غيرها من مناطق اخرى ومواصلة هدم بيوتنا العربية فى كل مكان هى ظلم يعانى منه الجميع ويجب أن نتصدى له بكل ما نملك من قوة وعزيمة.

وأما يخص أروقة المحاكمات وأجوائها يقول الشيخ: كنا نفاجأ فى قاعة المحكمة بادعاءات الشرطة الاسرائيلية وتعامل القضاة معنا فقد كانوا يناقشون القيم الاسلامية ذاتها وكنا نشعر بالفعل انهم يحاكمون الشريعة الاسلامية نفسها وكانوا يحاسبوننا على مشروع بناء الانسان المسلم وتربيته تربية اسلامية، وهذا الامر بدا واضحاً جلياً امام كل من حضر جلسات المحاكمة بمن فيهم من اليهود الاسرائيليين الامر الذى دعانا للتيقن بانهم لا يريدون للفكر الاسلامى أن ينمو ويتطور وينتشر بين المسلمين لان نهضة مجتمعنا وتقدمه بالشكل الصحيح لا يخدم مخططاتهم ومشاريعهم الغاشمة..

العربي: أنتم فى الوسط العربى الفلسطينى تتمتعون بشعبية كبيرة، لا تستغلونها وتخوضون معركة البرلمان الاسرائيلي؟

فضيلة الشيخ: العاقل من تعلم من تجربة غيره وواضح لنا اذا ما أردنا ان نقيم حصيلة تجربة كل أعضاء الكنيست العرب الذين دخلوا إلى البرلمان من الشخص الاول حتى الاخير نجد ان الكنيست كان ولا يزال بالنسبة لنا مجرد منبر احتجاجى ليس الا ونجد ان محصلة ما انجزته جهود الاعضاء العرب تكاد تقارب الصفر وهذا يعنى ان الكنيست مؤسسة من افراز المشروع الصهيونى وما قامت فى يوم من الايام لايصال حقوق مجتمعنا فى الداخل بل كانت ولا تزال بوضعيتها تحبط جهود أى عضو عربى ولانها على هذا الحال فاننا لن نبنى موقفنا من الكنيست على مجرد حظوظ سياسية ولاننا نصر على الدور المعطاء فى مسيرتنا فلم نجد من المناسب ان يكون لنا أى مشاركة فى انتخابات الكنيست..

العربي: ألا تقلقكم فى الحركة الاسلامية تصريحات اليمين الاسرائيلى المتطرف افيغدور ليبرمان حيث يطالب بضرورة فصل العرب عن الاسرائيليين فى اراضى 67 و48؟

فضيلة الشيخ: ليبرمان بأقواله وسلوكياته عباره عن عينة من المؤسسة الاسرائيلية العنصرية اصلاً وفصلاً ويخطيء من يظن بان افكار ليبرمان شخصية مرتبطة بذاته بل هى مستقاة من وحى المؤسسة الاسرائيلية بدليل ان اول من صرح وبدأ يتحدث باسلوب خبيث عن ترحيل العرب الفلسطينيين فى الداخل فى بداية التسعينيات هو رعنان كوهين عضو حزب العمل اليساري المعروف، ثم ظلت قضية ترحيلنا تطرح من الطرف الاسرائيلى فى اكثر من مكان ربما اهمها مفاوضات اوسلو وواى ريفر وشغلت قضية الترحيل حيزاً فى البرامج الانتخابية لاكثر من قائمة صهيونية فى الكنيست حتى دخلت بعض القوائم المعركة الانتخابية تحت مسمى ترانسفير ويبدو ان هذا المشروع الترحيلى يلاقى قبولاً وارتياحا عن القيادات الامريكية وابرزهم هنرى كيسنجر الذى كتب مقالاً فى احدى الصحف الامريكية عشية الانتخابات الاخيرة دعا من خلاله الى حل جذرى للصراع الفلسطينى الاسرائيلى وقال فيه لن يكون ثمة حل جذرى الا اذا تم طرد كل الفلسطينيين الذين بقوا فى ارضهم عام 48 بالاضافة الى العديد من الاسرائيليين الذين يعتبروننا خطراً ديموغرافيا على مشروعهم الصهيونى مثل الكاتب ارنون سوفير ومقررات مؤتمرات هرتسليا، وما تصريحات ليبرمان الا تحصيل حاصل لكل هؤلاء

ولذلك يضيف الشيخ: على كل عاقل أن يدرك بان المؤسسة الاسرائيلية لا تعترف بنا وغير معنية بالسلام مع الشعوب العربية واذا ما ربطتها أية علاقة مع أى كيان عربى فهى تريدها مبنية على الهيمنة والابتزاز بكل ما تحمل الكلمة من معنى

ويؤكد الشيخ: لكى يستطيع المشروع الصهيونى ان يحافظ على نفسه يجب ان يكون حريصاً على افشال كل نهضة عربية اسلامية فعلى سبيل المثال: ضرب اسرائيل للمفاعل النووى العراقى فى العام 1986 ومسلسل اغتيال العلماء العراقيين مؤخراً ومحاولة اقناع العالم بشل قدرة ايران العسكرية والعلمية بأى ثمن، وهناك تخوف من ضربها لمفاعل باكستان النووي.

العربي: ماذا تقولون للشعب الفلسطينى فى مآسيه المتكررة وآخرها مجزرة بيت حانون وما دور الحركة الاسلامية فى عملية المصالحة بين حركتى فتح وحماس؟

فضيلة الشيخ: الشعب الفلسطينى يدرك بان هناك تآمراً على حقوقه الشرعية والانسانية فهو اشبه ما يكون بالبشرى البطل فى اعماق البحر يصارع الاخطبوط الرهيب ويناضل لتحرير الحياة كل الحياة من اذرعه المتعددة، وهو الشعب الذى عودنا على العزة والكرامة والجهاد فى سبيل الله.

وليس هو الشعب الذى يترك نفسه لليأس ويستسلم فى ظل الصمت العربى الجارح بل هو الشعب الذى يستبسل كلما ضرب ويزداد تمسكاً بثوابته كلما انتهكت حرمته، واسرائيل المتجبرة والمهزوزة لا تجد مفراً امام ضعفها وتوترها الا ان تسفك الدماء وتقتل الأبرياء وتمارس ارهاب الدولة المنظم عندما تعجز آلتها العسكرية الجبارة عن كسر عزيمة المجاهدين الواقفين لبطشها بالمرصاد، فقد جاءت مجزرة بيت حانون لتكشف مرةً تلو الاخرى حقيقة المؤسسة الاسرائيلية، فرأسمالها المجازر فى امتدادها الاحتلالى فى الضفة الغربية وقطاع غزة، وهذه المجزرة تؤكد بشكل قاطع بان اسرائيل لا تبحث عن هدنة ولا عن اتفاقيات سلام ومن يظن ذلك فهو واهم،

لذا يتوجب على كل الفصائل الفلسطينية ان توحد صفوفها من أجل مواجهة التحديات، وهنا فاننا نؤكد استمرارنا ومجهوداتنا فى رأب السجال بين حركتى فتح وحماس فقد اجتهدنا -يقول الشيخ- منذ ان نشب الخلاف بألا نكتفى عند حد تحميل المسؤولية لاى من الطرفين وانما بادرنا نحن وكثيرون من قيادات مجتمعنا العربى الفلسطينى فى الداخل بتشكيل هيئة أسميناها الوفاق الوطني وقد اصدرنا ميثاقا مفصلاً فى القدس الشريف ودعونا من خلاله إلى ضرورة الحفاظ على حرمة الدم الفلسطينى وضرورة الوقوف فى وجه الاحتلال الاسرائيلى وضرورة السعى إلى إقامة وحدة فلسطينية وفوق ذلك قمنا بتشكيل وفد باسم هيئة الوفاق الوطنى وعقدنا عدة لقاءات مع مختلف الفصائل فى رام الله المحتلة بهدف دعوتهم الى ضرورة الحفاظ على البيت الفلسطينى والا يسمحوا لاعداء القضية بإلهائهم عنها وقد أكدنا ذلك فى مهرجان الاقصى فى خطر الذى نظم فى رمضان الكريم وسنظل نرعى هذا الدور لما فيه مصلحة البلاد.

 

حقوق النشر مفتوحة 1421 هـ 2000 م