أوَلستُ ثـالثَ مسـجدين

من آخر قصائد الدكتور عبدلرحمن صالح العشماوي

{ أوَلستُ ثـالثَ مسـجدين ؟ }

قـُطـع الـطريـقُ علـيّ يا أحبـابـي 0000 ووقفـتُ بين مكابــر ومـحابـي

ذكـرى احـتراقـي ما تزالُ حـكايـة 0000 تـُروى لكـم مبـتورة الأسـبـابِ

في كـل عـامٍ تقرؤون فصـولَـهــا 0000 لكنكم لا تـمنعــون جَـنـابــي

أوَ مـا سـمعتـم ما تقـول مآذ نـي 0000 عنـها ، ومـا يُـدلي بـه محـرابــي؟

أوَ مـا قرأتـم في ملامح صـخرتـي 0000 ما سـطّـرته مـعـاولُ الإرهـــابِ؟

أوَ مـا رأيـتم خنجـرَ البغـي الذي 0000 غرسـتـه كـفُّ الغدر بيـن قِـبَـابـي؟

أخَـواي في البـلد الـحرامِ وطيـبةٍ 0000 يتـرقبـانِ على الطريـقِ إيـابــي

يتسـاءلان متـى الرجـوع إليهـما 0000 يا ليـتني أستــطيعُ ردّ جـــوبِ

وَأنـا هُـنا في قبـضـة وحشيّـة 0000 يقـف اليـهوديُّ العـنيـدُ ببــابـي

في كـفّـه الرشـاش يُـلقي نظرة 0000 نـارية مســمــمومـةَ الأهـدابِ

يـرمي بـه صـَدرَ المـصلّي كلُما 0000 وافـى إليّ مـطهّــرَ الأثـــوابِ

وإذا رأى في سـاحتي متـوجّهـاً 0000 للهِ ، أغلـقَ دونَـه أبـوابـــــي

يا ليـتني أستـطيعُ أن ألقـاهمـا 0000 وأرى رحـابَـهمــا تـضمُّ رحابـي

أَوَلـستُ ثـالثَ مسـجديـنِ إليهما 0000 شـُـدّتْ رِحـالُ المسـلم الأوّابِ؟

أوَ لـم أكن مـهدَ النبـوّاتِ الـتي 0000 فتـحت نوافـذَ حكمـةٍ وصـوابِ؟

أوَ لـم أكن مـعراجَ خـير مبلّـغٍ 0000 عن ربـّه للنـاس خيـرَ كتـــابِ ؟

أنا مسجد الإسـراء أفخـرُ أنـني 0000 شـاهدتـُه في جيْـئـة وذَهـــابِ

يا ويـحكم يا مسلمون ، كانّمـا 0000 عَقِـمَتْ كـرامتـكم عن الإنـجـابِ

وكأنَّ مأساتي تزيدُ خـضوعـكم 0000 ونكوص هـمّتكم على الأعـقـــابِ

وكـأنّ ظُـلْمَ المـعتدين يسرُّكم 0000 وكأنّـكم تسـتحسنون عــذابـــي

غيّـبتموني في سـراديب الأسى 0000 يا ويـلَ قـلبـي من أشـدّ غيــابِ

عـهدي بشدْو بلابلي يسري إلى 0000 قلـبي ، فكيـف غدا نعيـقَ غُــرابِ ؟!

وهلال مئذنـتي يـعانق مـاعلا 0000 من إنـجمِ وكـواكـبٍ وسـحــابِ

أفتـأذنون لغـاصبٍ متطـاولٍ 0000 أنْ يـدفن العـليـاء تـحـت ترابــي؟!

يا مسلمون ، إلى متى يبـقى لكم 0000 رَجعُ الصـدى ، وحـُـثالةُ الأكــوابِ ؟؟

يا مسلمون ، أمـا لديكم هِـمّة 0000 تـجتاز بالإيـمان كلّ حــجــابِ ؟؟

أنا ثـالـث البيتين هـل أدركتمو 0000 أبـعادَ ســرّ تواصـُـل الأقـطـابِ؟!

إنـي رأيتُ عيـونَ من ضحكـوا لكم 0000 وأنا الخبـيرُ بـها ، عيونَ ذئـابِ

هـم صافحوكم والدمـاءُ خضـابُهم 0000 وا حـرّ قلبي من أعـزّ خَـضَـابِ

هـذي دمـاءُ منـاضلٍ ، ومـنافحٍ 0000 عن عـرضـه ، ومـقاوم وثـّـابِ

ودمـاءُ شيـخٍ كـان يحملُ مصحفاً 0000 يتلو خـَـواتَم سـورة الأحـزابِ

ودمـاءُ طـفلٍ كـان يسألُ أمّــهُ 0000 عن سـرّ قتل أبيــه عندَ البـابِ

إنـي لأخشـى أن تروا في كفّ مَـن 0000 صافحتموه ، سنابلَ الإغـضــابِ

هـم قدّمـوا حطباً لـموقد ناركـم 0000 وتظـاهروا بـعداوة الحـطّــابِ

عـجَـباً أيرعـى للسـلام عهـوده 0000 مَـنْ كـان معتـاداً على الإرهـابِ؟؟

أما مسـجد الإسـراء أدعـوكم إلى 0000 سـفْـرِ الزمـان ودفـتر الأحقـابِ

فلعلّـكم تـجدون في صفحــاتهِ 0000 مـا قلـتـُـهُ ، وتـُثـمّـنون خطابـي!!